هذه قصيدة كتبتها في رثاء الإمامين الجليلين : العلامة المرابط / محمد سالم ولد عدود ، والعلامة الإمام / بُداه ولد البوصيري رحمهما الله تعالى ، وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة ، وعوض أمتنا خيرا ، وقد ألقيتها يوم كتابتِها في حفل تأبيني أقامته الجالية الموريتانية بالمدينة المنورة ، وحضره جمع مبارك من المواطنين ، إضافة إلى المسنشار الأول في السفارة الموريتانية في الرياض الأستاذ / دونا ولد امحيميد ، والقنصل العام في جدة الأستاذ / آدو ولد ببانا ، وكان ذلك مساء يوم الخميس الموافق 19 جمادى الأولى 1430هـ 14= مايو 2009م :
شنقيطُ حُقَّ لكِ التوجُّعُ والألم من هَولِ فاجعةٍ وخَطبٍ قد ألَمّ
خطبٌٍ لوَ انَّ شرارةً مِن هَولِه حلَّت إزاءَ الطَّوْدِ لانهدَّ العلَم
قد يُتِّمَ العلمُ الشريفُ وأُيِّمت أُمَّاتُه بالحادثِ الجَلَل الأطمّ
رحلَ الإمامُ الحافظُ العلَمُ الذي مِن حفظِه ضاهى الأئمةَ في القِدم
هو مقرئٌ ومفسِّرٌ ومحدِّثٌ علاَّمةُ الآدابِ والشِّعرِ الأتمّ
ذاك ( ابنُ عَدُّودَ ) الذي فَخَرَت به شنقيطُنا في الخافِقَين على الأُمم
ما راعَنا مِن بعدِ هَولِ مُصابِه إلاَّ رحيلُ أبي الدُّعاةِ أبي الهِمَم
( بُدَّاهُ ) شيخُ السُّنةِ الغرَّا وقُدْ وتُنا وسيِّدُ عصرِه في المُزدَحَم
أحيا الإلهُ به معالمَ دينِنا في قُطرِنا وبه ترَسَّخَتِ القِيَم
نادى بإرجاع الفروع لأصلِها بخطابِه وكتابِه أو ما نظَم
قد فرَّغَ الأوقاتَ للتدريس والـ ـإرشادِ أو خوفِ المُهيمِن في الظُّلَم
ما زارَ صاحبَ سُلطةٍ لكنَّهم إن رامَ لُقياهم أتَوْه على القَدَم
فتراهمُو مِن حَولِه متذلِّليـ ـن مُنكِّسين رؤوسَهم وهْوَ الأشمّ
مَن لي بمثلِ السيِّدَينِ معلِّماً وموَجِّهاً ومقلَّداً إن مَّا يَؤُمّ
إنَّا لنَحزَنُ بالقلوبِ ودمعُنا يجري على الخدَّينِ طلاًّ منسجِم
أمَّا المقالُ فقولُنا : إنَّا إلى الـ ـرَّحمنِ نرجعُ وهْو أرحمُ مَن رَحِم
فُقِدَ الرسولُ وما أجلَّ مُصابَنا فلَنفقِدنَّ ذوي المآثرِ لا جَرَم
إني بطيبتِه أقولُ معزِّياً وطنَ المكارم والفضائل والشيم:
ربَّاه أسكن مَن تَوى مِنَّا الجِنا نَ ، وصلِّ ربِّ على الذي وحياً خَتم
0 التعليقات:
إرسال تعليق