الأربعاء، 28 أبريل 2010

علم رجال القراءات أهميتُه وتاريخُه وحاجتُه إلى العناية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.
أمَّا بعدُ : فإنَّ هذا القرآن هو كتاب الله الخاتِمُ لكُتبه ، والمهيمِنُ عليها ، وقد تولَّى – سبحانه – حفظَه بنفسه ، فهو الكتاب الذي ( لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مَنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكيِمٍ حَميِدٍ )(1) .
وقد حاول أعداءُ هذا الكتاب – على مرِّ العصور – تحريفَه أو تغييرَه، أو تضييعَه والصدَّ عنه، فما كانت نتيجةُ ذلك إلاَّ مزيداً من وعي المسلمين للمكر، ولفتاً لأنظارهم للكيد، وحضَّاً لهم على العناية بهذا الكتاب العزيز.
وإنَّ مجالاتِ حفظ الله لهذا القرآن كثيرةٌ متعدِّدةٌ، ومن أعظمها وأخطرها: حفظُ أسانيده وتحريرها، والذي لا يتمُّ إلاَّ بالعناية برجاله، وتاريخ نقلته فـ "لا جرَم اعتنى الناسُ بذلك قديماً، وحرَص الأئمَّة على ضبطِه عظيماً"(2).
قال العلاَّمةُ ابنُ الجزريِّ رحمه الله : "وإذا كان صحَّةُ السَّند مِن أركانِ القراءةِ .. تعيَّن أن يُعرَفُ حالُ رجالِِ القراءاتِ كما يُعرَفُ أحوالُ رجالِ الحديث" اهـ(3) .
وقد أدَّى نقصُ العناية بهذا الجانبِ إلى ضياع كثير من القراءات الموافقة لرسم المصحف وقواعد العربيَّة بسبب انتقاض شرط التواتُر أو صحَّةِ السند ، الذي هو أركنُ الأركان الثلاثة، بل عليه مدارها ، حتى قال الشيخُ أبو محمدٍ إبراهيمُ بنُ عمرَ الجَعْبَريُّ فيما نقل عنه ابن الجزريِّ في النشر: (أقولُ : الشرطُ واحدٌ ، وهو صحَّةُ النقل ، ويلزمُ الآخَران ) اهـ (4).
وقد اشتكى الإمام ابنُ الجزريِّ قبل ستَّة قرون من ضعفِ العناية برجال القراءات وعدَّ ذلك سبباً في ضياع كثير من القراءات، فقال بعد أن أورد ما اختار من الطرق عن القرَّاء وأَورد نُبذاً من تراجِم رجالها : "ومَن نظر أسانيدَ كُتبِ القراءاتِ، وأحاط بتراجم الرُّواةِ علماً عَرف قدرَ ما سَبرنا ونقَّحنا، واعتَبرْنا وصحَّحنا ، وهذا علمٌ أُهمِل ، وبابٌ أُغلِق ، وهو السببُ الأعظمُ في تركِ كثير مِن القراءات ، واللهُ تعالى يحفظُ ما بقي"(5).
وإنَّ ممَّا يُخجِلُ ويُحزنُ أنَّ أهمَّ كتاب في هذا العلم – أعني غايةَ النَّهاية في أسماءِ رجالِ القراءاتِ أُولي الرِّواية والدِّراية للإمام ابن الجزريِّ – لم يُطبع إلاَّ طبعةً واحدةً، وقبل أكثرَ من سبعين سنةً (6) وبعناية مستشرق!وكلُّ الطبعاتِ المتوفِّرة تصويرٌ عنها .
تاريخه:
لقد اعتنى علماء الإسلام بالتراجِم – ومنها تراجِمُ القراء – فعدَّلوا وجرَّحوا، ووثَّقوا وضعَّفوا، وحققوا تواريخ الولادات والوفَيات ، وتثبتوا من اللُّقيِّ والمعاصرة .
فكان منهم من أرَّخ لجمهرة من حَمَلة الإسلام – بدون نظر إلى تخصُّصاتهم – كالخطيب البغداديِّ في "تاريخ بغداد" ومَن ذيَّل عليه، وابنِ عساكرَ في "تاريخ دمشق"، والذهبيِّ في "تاريخ الإسلام" و"سِيرَ أعلام النبلاء"، وغيرهم.
ومَن أفرد تراجم ذوي تخصُّص معيَّن ككتب طبقات المحدثين والفقهاء، واللغويين والشعراء والنسابين والأطباء، وغيرهم.
ومن هذا الباب إفرادُ تراجِم القراء ، وهو ما أنا الآن بصدد بيانه ، مرتِّباً لهم بحسَب التسلسُل الزمنيِّ لوفَياتهم :
1- خليفة بن خيَّاط بنِ خليفةَ بن خيَّاطٍ ، الإمامُ الحافظُ العلاَّمة ، أبو عمرو العُصفُريُّ، ويلقَّبُ بـ(شَبَاب) حدَّث عنه البخاريُّ في صحيحه (ت 240 هـ) (7) .
2- الزبير بن بكَّار بنِ عبد الله بن مصعب بنِ ثابت بن عبدالله بن الزُّبير بن العوَّام ، المولود سنة 172هـ والمتوفى بمكَّة سنة 256 هـ . العلاَّمة الحافظُ النسَّابةُ ، قاضي مكَّة وعالِمُها ، أبو عبد الله القرشيُّ الأسَديُّ الزُّبيريُّ(8).
3- أحمد بن جعفر بن محمد بنِ عُبيد الله أبو الحسين البغداديُّ ، المعروفُ بابن المنادي (ت 336 هـ) . قال القِفطيُّ : له كتابٌ في تسمية قرَّاء بغداد (9).
4- محمد بن الحسن بن محمدِ بن زياد ، أبوبكر الموصليُّ النقاش، نزيلُ بغداد، المولودُ سنة 266 هـ والمتوفى سنة 351هـ.الإمامُ العَلَم، صَّنف المصنَّفات في القراءات والتفسير، وغير ذلك، وطالت أيامُه فانفرد بالإمامة في صناعتِه، مع ظهور نُسكِه وورعِه، وصدق لهجتِه، وبراعةِ فهمه وحُسنِ اطِّلاعه ، واتِّساع معرفته(10) . له في تراجم القرَّاء كتابان:
أ – المعجم الأوسط في أسماء القُرَّاء . (11)
ب – المعجم الكبير . (12)
5- أحمد بن الحسين بن مهران ، الأستاذ أبوبكر الأصبهانيُّ ثمَّ النيسابوريُّ . المولودُ سنة 295 هـ والمتوفى سنة 381 هـ . ضابط محقِّق ، ثقة صالِحٌ ، مُجابُ الدعوة . قال ابنُ الجزريِّ: مؤلِّف كتاب الغاية في العشر.. وكتاب طبقات القراء(13) .
6- عثمان بن سعيد بن عثمان بنِ سعيد، أبو عمرو الدانيُّ. المولود سنة 371 هـ، والمتوفى سنة 444 هـ . الإمامُ العلاَّمة الحافظ، أستاذ الأستاذين، وشيخُ مشايخ المقرئين. قال ابن الجزريِّ : وله كتاب طبقات القراء في أربعة أسفار، وهو عظيمٌ في بابه . (14) وقال عنه في النشر: (مؤلِّفُ التيسير وجامع البيان وتاريخ القُرَّاء وغيرِ ذلك، ومَن انتهى إليه تحقيقُ هذا العلم وضبطُه وإتقانُه ببلادِ الأندلُس والقُطرِ الغربيِّ )(15).
7- أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد، أبوبكر الباطِرْقانيُّ. المولود سنة 372 هـ، والمتوفى سنة 460 هـ . قال ابن الجزريِّ : وألَّف كتاب طبقات القرَّاء سمَّاه : المدخلَ إلى معرفة أسانيد القراءات ومجموع الروايات(16).
8- عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن عليِّ، أبو مَعْشَر الطبريُّ، شيخ أهل مكَّة (ت 478 هـ). إمام عارف محقَّق ، أستاذ كامل ، ثقة صالح . قال ابن الجزريُّ : وألَّف كتاب التلخيص في القراءات الثمان .. وكتاب طبقات القراء (17) .
9- الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد، أبو العلاء الهمَدانيُّ العطَّار، المولود سنة 488 هـ والمتوفى سنة 569 هـ ، الإمام الحافظ الأستاذ، شيخ همَذان، وإمام العراقين، ومؤلِّفُ الغاية في القراءات العشر، وأحدُ حفَّاظ العصر، ثقة ديِّن، خيِّر كبير القدر .
قال ابن الجزريِّ : اعتنى بهذا الفنِّ أتَّم عناية ، وألف فيه أحسن كتب .. وألف كتاب الانتصار في معرفة قراء المدن والأمصار، ومن وقف على مؤلفاته علم جلالة قدره. وعندي أنه في المشارقة كأبي عمرو الدانيِّ في المغاربة، بل هذا أوسع روايةً منه بكثير، مع أنَّه في غالب مؤلفاته اقتفى أثره وسلك طريقه . وألَّف أيضاً – فيما حكي لي عنه – كتاب طبقات القراء، وهو كتاب الانتصار الذي قدَّمتُ ذكرَه في مؤلفاته(18) .وقال عنه في النشر:( مؤلِّفُ الغاية في القراءات العشر ، وطبقات القرَّاء وغير ذلك، ومَن انتهى إليه معرفةُ أحوالِ النَّقَلةِ وتراجِمِهم ببلاد العراق والقُطرِ الشرقيِّ ) (19) .
10- محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز أبو عبد الله الحافظ الذهبيُّ . المولود سنة 673 هـ، والمتوفى سنة 748هـ . أستاذ ثقةٌ كبير، بلغت شيوخه في الحديث وغيره ألفاً .قال ابن الجزريِّ : وأحسن في تأليف طبقات القراء(20) .
وكتابُ الذهبيِّ هذا – أعني طبقات القراء واسمه:معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار – مشهورٌ متداولٌ ، عليه اعتماد الباحثين،وله طبعات أرى من واجبي إلقاءَ الضوءِ عليها والمقارنةَ بينها وإن أطَلتُ النفَس قليلاً للفائدة :
أ‌- طبعة دار الكتب الحديثة بالقاهرة الطبعة الأولى سنة 1967 م بتحقيق محمد سيد جاد المولى، وقد اعتمد – كما قال – على نسختين خطِّيتَين هما: نسختا دار الكتب المصرية وبرلين. ورغم عدم اطلاعي على هذه الطبعة لنفادها إلاَّ أنَّ غير واحد من الباحثين وصفـوها بالسُّـقم والرداءة ، بل وبكونها (وُلدت ميِّتة ، ويجب التوصيةُ بإنزالهـا من رُفوف المكتبات ونَبْذها) وأنَّها (تمثِّلُ إساءةً بالغةً إلى الكتاب ومؤلفه) على حدِّ تعبيرهم . فهـي لم تعتمـد أصـلاً صحيحاً، وهي ناقصةٌ، وغير مرتَّبة، ومليئةٌ بالتصحيف والتحريف(21). ومع اعترافي بأنَّه ليس من الموضوعيَّة الاكتفاءُ بنقل مثل هذا الحكم عن قائله دون سَبْره ووزنه، إلاَّ أنَّ نفاد الطبعة وعدمَ اطلاعي عليها يجعلاني في حِلٍّ من الحكم الشخصيِّ عليها، والعهدةُ في نقدها على من نقلتُه عنه .
ب‌- طبعة مؤسسة الرسالة ببيروت الطبعة الأولى سنة 1404 هـ - 1984 م بتحقيق الأستاذ الدكتور بشَّار عوَّاد معروف ، والعلامة المحدِّث الشيخ شعيب الأرناؤوط ، والشيخ صالح مهدي عباس ، وقد اعتمدوا على نسخة واحدة هي نسخة الخزانة العامة بالرباط ، وعليها خطُّ المؤلِّف ، وقد كتبت – كما بيَّن المحققون – سنة 726 هـ [تحرَّف الرقم في المطبوع إلى 626 هـ وهو قبل مولد الذهبيِّ بما يقرب من خمسين سنة] قالوا: "وبين هذا التاريخ وبين وفاة المؤلِّف مُدَّة طويلة لا بدَّ أنَّه عاود النظر فيها فنقَّح شيئا مما جاء فيها، وزاد زيادات يسيرةً تبينَّاها من النسخة المحفوظة بدار الكتب المصريِّة، ومما نقله ابن الجزريِّ في كتابه غاية النهاية" اهـ. (22) وتقعُ هـذه الطبعة في مجلدين متوسطين نصفُ الثاني منهما – أو قريبٌ منه – فهارسُ، وتحوي (734) ترجمةً موزعة على (18) طبقة . ومن سوء الأدب والغرور أن أدَّعي تَقويمَ عمل تولاَّه هؤلاء الجهابذة الكبار إلاَّ أنَّ اعتمادهـم علـى نسخة واحدة كُتبت في مرحلة مبكِّرة قد أدَّى إلى نقص كبير في الكتاب ، مما جعل نسختهم – على نفاسة تحقيقها – جزءاً من الكتاب لا كلَّه ، لأنَّ الزيادات التي زادها المؤلَّف بعد كتابة هذه النسخة ليست يسيرة ، كما سيتَّضح من المقارنة بالطبعتين التاليتين .
ج‌- طبعة مركز البحوث الإسلاميَّة باسطنبول الطبعة الأولى سنة 1416 هـ =1995 م ، بتحقيق الدكتور طيَّار آلتي قولاج ، وقد اعتمد على خمس نسخ خطِّية، جعل إحداها أصلاً، بالإضافة إلى الطبعتين السابقتَيْن المعتمدتين على نسختين أخريين، فكأنَّ المجموعَ سبعُ نسخ ، وتقع هذه الطبعة في أربع مجلدات متوسِّطة الأحجام أحدُها مخصصٌ للفهارس، وتحوي (1228) ترجمةً موزَّعة على (17) طبقة، إضافة إلى ذيلٍ كتبه الذهبيُّ، وآخر يتضمَّنُ (14) ترجمةً أضافها العفيفُ المطَريٌ-الآتي التعريفُ به– ذيلاًً على كتاب الذهبيِّ ، فأصبح المجموعُ (1242) ترجمة ، وهناك تراجمُ موجزةٌ ملحقةٌ بتراجمَ أخرى أو بينهما مناسبةٌ لم يفرِدها المحقِّقُ بأرقام . وهي طبعة جيِّدة التحقيق ولا تخلو من الأخطاء الطباعيِّة .
د‌- طبعة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض الطبعة الأولى سنة 1418 هـ = 1997 م تحت عنوان (طبقات القراء) (23) بتحقيق الدكتور أحمد خان، واعتمد على نسخة واحدة هي التي اعتمد عليها – فيما يبدو – مُحقِّق طبعة إسطنبول، بالإضافة إلى اطِّلاعه على طبعَتي القاهرة وبيروت، وتقعُ هذه الطبعة في ثلاث مجلدات متوسِّطة الأحجام أكثرُ من نصف الثالث منها فهارس، وتحوي (1244) موزعة على (17) طبقة، ثمَّ الذيل الذي كتبه الذهبيُّ، ودمج المحقِّق معه الذيل الآخر الذي كتبه العفيف المطَريُّ ومجموعهما (25) ترجمة ، فكان المجموع (1269) . وفـي هذه الطبعة فراغات كثيرة جعل المحقِّق مكانها نُقَطاً ، وهي – مع اسـتيعابها لعدد مـن التراجم الساقطة من غيرها – سيِّئةٌ مليئةٌ بالأخطاء الطباعيِّة والتحـريف والتصحيـف لـدرجة تصعُـبُ معها الثقة بما فيها من أسماء وألقابٍ ما لم تقابل بمرجع آخر .
وإذا ما قارنَّا عدد التراجم في هذه الطبعة مع طبعة إسطنبول نجدُ العدد في هذه يزيد (27) ترجمةً ، فهل يعني هذا أنَّ طبعة الرياض أكبر حجماً من طبعة إسطنبول ؟
الجواب:
أولاً: أنَّ في طبعة إسطنبول عدداً من التراجم لا تُوجدُ في طبعة الرياض، كما أنَّ في طبعة الرياض عدداً ليس في طبعة إسطنبول .
ثانيا: أنَّ محقِّق طبعة الرياض قد اتبع خُطَّةً في الترقيم مخالفة لخطَّة محقِّق طبعة إسطنبول بحيث يرقِّمُ كلَّ علم مستقلٍّ برقم جديد ولو كانت المعلومات المذكورةُ عنه قليلة ، بل رقَّم عدداً من الأعلام ذكرهم الذهبيُّ سرداً لأنَّه – كما قال – لا يَخبُر أحوالَهم ، ثمَّ أضاف بعضَهم في الذيل الذي ألحقه ، فكان المحقِّق يذكر أحدهم في الحالتين برقمين كأنَّهما شخصان ( أنظر مثلاً الأرقام : 1239 = 1248 ، 1240 =1257 ، 1243 = 1264 ) .
وقد تكرَّر على المحقِّق الرقم 736 ثم تسلسل الترقيم بعده .
ولا أراني مضطرّاً لوصف الاختلاف بين طبعتي إسطنبول والرياض فهما متوفِّرتان لدى الباحثين ، ويسهلُ الاطلاعُ عليهما .
ولكنِّي أختم الحديث عن كتاب الذهبيِّ وطبعاته بخلاصة مَفادُها أنَّ الطبعات الثلاث ( ب ، ج ، د ) لا تغني إحداها عن الأخريين ، وفي كلِّ منها ما ليس في أختيها ، ومع هذا فأجودهنَّ طبعة إسطنبول، والله أعلم.
وأعود بعد هذه الاستطرادة إلى متابعة سرد أسماء الكتب المفردة في تراجم القراء بحسب التسلسل الزمني لوفَيات مؤلفيها:
11- أبو السِّيادة عبد الله بن محمد بن أحمد بن خلفٍ الخزرجيُّ ، عفيفُ الدين المطري المقيم بالمدينة المنورة .
المولود سنة 698 هـ والمتوفى سنة 765 هـ . (24) له ذيلٌ على طبقات القراء للذهبيِّ . (25) ولعلَّه الذيلُ المطبوع مع كتاب الذهبيِّ في طبعتَي إسطنبول والرياض ، وتقدم الحديث عنه .
12- الشريف أبو المحاسن محمد بن علي الحسيني الدِّمشقيُّ (ت 765 هـ) (26) له ذيلٌ على كتاب الذهبيِّ (27) .
13- أبو حفص عمر بن عليِّ بن أحمد بن محمد ، التكروريُّ الأصل ثمَّ المِصريُّ ، يعرفُ بابن الملقِّن . المولود سنة 723 هـ والمتوفى سنة 804 هـ . له : طبقات القراء (28) .
14- أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن عليِّ بن يوسف المعروفُ بابن الجزريِّ . المولود سنة 751 هـ والمتوفى سنة 833 هـ . له في تراجم القراء كتابان :
أ – نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات ، ويقال له : طبقات القراء الكبير والطبقات الكبرى . ثم اختصره وسمَّى المختصر :
ب – غاية النِّهاية في أسماء رجال القراءات أولي الرِّواية والدِّراية، وهو المطبوع المتداول. (29)
15- عبد الرزاق بن حمزة بن علي، زين الدين أبو الصَّفاء الطرابلسي، نسبةً إلى طرابلس الشام، تلميذ ابن الجزري
(ت بعد 860 هـ) . له : نهاية الغاية في بعض أسماء رجال القراءات أولى الرواية . (30)
16- أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد ، شمس الدِّين السخاويُّ . المولود سنة 831 هـ والمتوفى سنة 902 هـ . صاحب التصانيف الكثيرة المفيدة ، والتي منها الضوء اللامع وغيرُه . له في تراجم القراء كتابان :
أ‌- تلخيص لطبقات ابن الجزري .
ب‌- ذيل عليها . (31)
17- أبو عبدالله محمد بن عبدالسلام بن محمد الفاسيُّ . المولود في حدود سنة 1130 هـ والمتوفى سنة 1214 هـ . له كتاب طبقات القراء (32) .
18- الدَّنَبْجَا بن أحمد محمود بن محمد بن معاويةَ التَّنْدَغيُّ الشنقيطي (ت 1360 هـ ) له : واضح البرهان في تراجم أشياخي في القرآن(33) .
19- الفالِّي(34) بن محمود بن حبيب بن أحمد المجلسيُّ ثمَّ البَنْعَمْرِيُّ الشنقيطيُّ (ت 1376 هـ)، له نظمٌ في أصحاب نافع(35) .
20- عليُّ بنُ محمدِ بن حسنِ بن إبراهيم الضبَّاع ، شيخُ عموم المقارئ المِصريَّة في وقته . المولود سنة 1304 هـ = 1886م والمتوفى سنة 1380 هـ = 1961 م . علاَّمةٌ كبير ، وإمامٌ مُقدَّمٌ في علوم التجويد والقراءات والرسم العُثمانيِّ وضبط المصحف الشريف وعدِّ الآي وغيرها من العلوم وخاصَّة علوم القرآن (36) . له في تراجم القراء كتاب سماه : عكَّاز القاري(37) .
21- مؤلف مجهول(38)، له: رسالة في أسماء القراء (39).
22- محمود بن السيّد بن عليّ بن خليل المصريُّ المعروف بمحمود خليل الحصَريِّ، المولود في آخر سنة 1335 هـ والمتوفَّى في أوَّل سنة 1401 هـ، القارئ المشهور ذو الصَّوت والصِّيت، له كتاب: أحسنُ الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر(40) .
23- الأستاذ سعيد اعراب . أستاذ مغربيٌّ معاصر . له: القراء والقراءات بالمغرب، مطبوع.
24- الشيخ إلياس بن أحمد حسين برماوي . من سكَّان المدينة المنوَّرة ومن المعتنين بالقرآن والقراءات بها ، معاصر. له : إمتاع الفضلاء بتراجم القرَّاء فيما بعد القرن الثامن الهجريِّ ، مطبوع طبعته الأولى في مجلدين، ركَّز فيه على المعاصرين، وخصَّص أهل المدينة المنَّورة منهم بمزيد عناية، واستكتب من استطاع الوصول إليه ليكتب ترجمته بنفسه، حتى تكون عُهدتها على صاحبها. وقد يفهمُ من عبارة: ( فيما بعد القرن الثامن الهجريِّ ) في عنوان الكتاب ما هو أشملُ وأعمُّ من واقعه ومضمونه .
25- الشيخ السيد بن أحمد بن عبد الرحيم المصريُّ، نزيل مدينة أبها . من المعتنين بالقرآن والقراءات وأسانيدها ورجالها في أرجاء العالم الإسلاميِّ، وكتابه خير شاهد على ذلك، معاصر. له: الحلقات المضيئات من سلسلة أسانيد القراءات، حرَص فيه على إبراز (تواتر) القراءات بالبيان العمليِّ، فانتقى من كلِّ طبقة في السند – بدءاً بالمعاصرين وانتهاءً بالصحابة الكرام – عدداً من أهمِّ قرائها وأشهرهم ، طبقةً طبقةً، معتمِداً في الترجمة الاسمَ والنسَب وما وَجد من ألقابٍ مميَّزة ، ثمَّ الولادة والوفاة ، ثمَّ أبرزَ شيوخ المترجَم وتلامِذته ، وقد يُتبع ذلك بذكر بعض مؤلفاته . وقد طبع الكتاب على نفقة الجمعيَّة الخيريَّة لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة بيشه بجنوب المملكة العربيَّة السعوديَّة .
وقفات وتنبيهات :
وبعد عرضي لما اطلعتُ عليه من مؤلفات خاصَّة بتراجم القراء لا بدَّ لي من وقفات لها علاقة بالموضوع:
1- هناك مؤلفات كثيرة تُعتبر من مصادر رجال القراءات، لكنَّها لم تُخصص لها لم أتعرَّض لها ، بعضها كتبٌ في القراءات، وبعضها في التاريخ والسيَر، وغير ذلك .
2- ذكر الإمامُ أبو محمد عبدُ الله بن عليِّ البغداديُّ المعروفُ بسبط الخياط المولود سنة 464 هـ والمتوفى سنة 541 هـ في ترجمة الكسائيِّ من كتابه "المبهج في القراءات" أنَّ له كتاباً بعنوان : منهاج الدليل (41)، ولعله في التراجم لما يلي :
أ – السياقُ الذي ذُكرت فيه هذه الإحالة مُشعرٌ بأنَّ الكتاب في تراجم القراء .
ب – عناية سبط الخيَّاط المعروفةُ في كتبه بالتراجم – من حيث الولاداتُ والوفَياتُ وبلدان الرواة وسني التحمُّل وغيرُ ذلك – تزيد من احتمال أنَّه قد خصَّص لهذا الفنَّ كتاباً.
ج – أورد ابن الجزريِّ في ترجمة قالون من غاية النهاية سنداً منه إلى سبط الخيَّاط في سبب تلقيب قالون بهذا اللقب في سياق قد يزيد من هذا الاحتمال، والله أعلم (42) .
3- ظهر في المكتبات كتاب بعنوان : طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم وقراءاتهم ، للشيخ أمين الدين عبد الوهاب بن يوسف المعروف بابن السلاَّر الدمشقيُّ المولود سنة 698 هـ والمتوفى سنة 782 هـ ، وهو شيخ الحافظ ابن الجزريَّ (43) .
وهذا العنوان لا يعبِّر عن واقع الكتاب، وإنْ وُجد على غلاف المخطوطة ، فهو – أولاً – ليس في التراجم، وثانيا لم يختصَّ بالسبعة، بل هو إجازة من ابن السلاَّر لأحد تلامذته ضمَّنها ثَبت شيوخه في القراءات وأسانيدَه إلى القراء السبعة وغير السبعة .
مجالات العناية المطلوبة :
أ – البحث عن المفقود من هذه المؤلفات في مكتبات العالم .
ب – تحقيق الموجود من كتب هذا العلم تحقيقاً علميّاً عصريّاً .
ج- جمع الموجود المتفرِّق في كتب التراجم الأخرى وكُتبِ التاريخ ، وهو كثير جداً ، وهذه المهمة على ضخامتها هي الآن سهلةٌ هيِّنة إذا علمنا أنَّ كثيراً من الموسوعات التاريخيِّة أصبحت على أقراص الحاسوب .
د- إكمالُ ما بدأه الإمامُ ابنُ الجزريِّ ، وذلك بجمع تراجم القرَّاءِ مِن بداية القرن التاسع الهجريِّ إلى وقتِنا الحاضر ، وحسب منهجيَّته نفسِها .
وبعد :
فهذه إلمامةٌ غيرُ كافية ، ولكن حسبي منها أن أُذكِّرَ الناسين ، وأُنبِّهَ الغافلين ، وأحثُّ الباحثين المخلصين على العناية بجانب من أهمِّ جوانبِ خدمة هذا الدِّين ، وثغرة عظيمة يجبُ أن لايؤتى من قِبلِها . والأملُ معقودٌ – بعد الله تعالى – على جيل الصَّحوة الإسلامية المباركة الناهضة بأعباء تجديد الدين في جوانبه المتعدِّدة ، المُنكبَّة على القرآن العظيم حفظاً وفهماً وتعلُّماً وتعليماً ، زادها الله إقبالاً عليه ، ونهلاً من معينه ، وتشرُّباً من حياضه التي لا تنضُبُ ما تجدَّد الليلُ والنهار ، واللهُ من وراء القصد .
وصلى اللهُ وسلَّم وبارك على سيِّدنا ونبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهرس المصادر والمراجع :
- الأعلام : لخير الدين الزِّرِكلي ، دار العلم للملايين ، بيروت ، ط5،1980م .
- إنباه الرواة على أنباه النُّجاة : لعليّ بن يوسف القِفطيّ ، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم دار الفكر العربيّ القاهرة ، ط1،1406هـ = 1986م .
- إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون : لإسماعيل باشا البغداديّ ، دار العلوم الحديثة ، بيروت .
- الحلقات المضيئات من سلسلة أسانيد القراءات ، تأليف السيد أحمد عبدالرحيم الجمعيَّة الخيريَّة لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة بيشة ، ط1 سنة 1423هـ = 2002م .
- سير أعلام النبلاء ، لأبي عبدالله محمد بن أحمد الذهبيّ (ت 748هـ) تحقيق شعيب الأرناؤوط وزملائه ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1402هـ .
- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع : لمحمد بن عبدالرحمن السخاوي ، مكتبة الحياة ، بيروت .
- طبقات الشافعية للسُّبكيّ ، تحقيق د . محمود محمد الطنَّاحي وعبدالفتَّاح محمد الحلو ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة .
- طبقات القراء ، لأبي عبدالله محمد بن أحمد الذهبي ( ت 748هـ ) ، تحقيق د . أحمد خان ، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض ، ط1 سنة 1418هـ = 1997م .
- غايـة النهاية في طبقـات القـراء : لابن الجـزري ، عُني بنشره ج .برجستراسر دار الكتب العلمية ، بيروت سنة 1400هـ .
- فهرست مخطوطات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، طبع سنة 1417هـ .
- الفهرست : لأبي الفرج محمد بن إسحاق المعروف بالنديم ، طهران ، 1391هـ .
- القرَّاء والقراءات بالمغرب ، لسعيد اعراب ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، ط1 سنة 1410هـ = 1990م .
- كشف الظُّنون عن أسامي الكتب والفنون : لحاجي خليفه ، المطبعة الإسلامية بطهران 1387هـ = 1947م .
- المبهج في القراءات الثمان ، لأبي محمد عبدالله بن عليّ ، المعروف بسَبط الخيَّاط ( ت 541هـ ) ، تحقيق د . وفاء قزمار ، رسالة دكتوراه ، جامعة أمَّ القرى 1404-1405هـ .
- معجم المؤلفين لعمر كحَّالة ، مطبعة الترقي بدمشق ، 1376هـ = 1957م .
- معرفة القرَّاء الكبار ، لأبي عبدالله محمد بن أحمد الذهبي (ت 748هـ) تحقيق شعيب الأرناؤوط وزميليه ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1404هـ .
- معرفة القرَّاء الكبار لأبي عبدالله محمد بن أحمد الذهبي َّ،تحقيق د . طيَّار آلتي قولاج ، مركز البحوث الإسلامية ، إسطنبول ، ط1 سنة 1416هـ = 1995م .
- النشر في القراءات العشر : لابن الجزريِّ ، تحقيق عليّ محمد الضبَّاع ، مطبعة مصطفى محمد ، ويُطلب من المكتبة التجارية الكبرى بمصر .
- هداية القاري إلى تجويد كلام الباري ، لعبد الفتَّاح السيِّد عجمي المرصفي ، مكتبة طيبة بالمدينة المنورة ، ط2 بدون تاريخ .
- هديَّة العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين : لإسماعيل باشا البغدادي ، المكتبة الإسلامية ، طهران ، ط3 ، 1387 = 1947م .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :

(1) فصِّلت 42 .
(2) النشر لابن الجزري 1/193.
(3) النشر لابن الجزري 1/193.
(4) النشر لابن الجزري 1/13.
(5) النشر لابن الجزري 1/193.
(6) حيث كان ذلك في 18 صفر الخير 1353هـ = 31 مايو1934م ، كما في خاتمة الطبع 2/411.
(7) انظر الفهرست للنديم ص 382، وسير أعلام النبلاء للذهبي 11/472 .
(8) انظر الفهرست للنديم ص 178، وسير أعلام النبلاء للذهبي 12/311.
(9) إنباه الرواة للقفطي 3/140، وغاية النهاية لابن الجزري 1/44.
(10) غاية النهاية لابن الجزري 2/119.
(11) انظر هدية العارفين للبغدادي 2/44 .
(12) انظر الفهرست للنديم ص 52 .
(13) غاية النهاية لابن الجزري 1/49 .
(14) غاية النهاية لابن الجزري 1/503-505 .
(15) النشر لابن الجزري 1/193 .
(16) سير أعلام النبلاء للذهبي 18/182 ، وغاية النهاية لابن الجزري 1/96.
(17) غاية النهاية لابن الجزري 1/401 ، وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/1106.
(18) معرفة القراء للذهبي 2/542 (ط بيروت ) وغاية النهاية لابن الجزري 1/204 ، وانظر كشف الظنون لحاجي خليفة 2/1106 .
(19) النشر لابن الجزري 1/193.
(20) غاية النهاية لابن الجزري 2/71 .
(21) انظر مقدمتي تحقيق معرفة القراء الكبار للدكتور بشار عواد معروف وزميليه ص 14-15 ، وللدكتور طيار آلتي قولاج ص 75 وما بعدها .
(22) انظر مقدمة تحقيق الكتاب للدكتور بشار عواد معروف وزميليه ص 17.
(23) حاول المحقق – حفظه الله – إثبات أن هذا هو العنوان الصحيح للكتاب فلم يأت بمقنع .
(24) الإعلام للزركلي 4/126 ، وذكره السبكي عرضا في ترجمة الإمام الغزالي من الطبقات الكبرى 6/253هـ .
(25) كشف الظنون لحاجي خليفة 2/1106.
(26) كشف الظنون لحاجي خليفة 2/1105، وإيضاح المكنون للبغدادي 2/269 ، ومعجم المؤلفين لعمر كحالة 9/264.
(27) كشف الظنون لحاجي خليفة 2/1105.
(28) الضوء اللامع للسخاوي 6/100 – 103 ، وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/1106 .
(29) النشر 1/193، وغاية النهاية 1/3 ، والضوء اللامع للسخاوي 2/193 ، 203، 9/257، وكشف الظنون لحاجي خليفة 2/1105 ، وهدية العارفين 2/188 ، وغيرها .
(30) الضوء اللامع للسخاوي 4/193، والأعلام للزركلي 3/352.
(31) الضوء اللامع 1/230 ، 5/164، 8/17 ، وإيضاح المكنون 2/79 ، وهدية العارفين لإسماعيل البغدادي 2/220 .
(32) القراء والقراءات بالمغرب لسعيد اعراب ص 141، 149 .
(33) الحلقات المضيئات 1/79 .
(34) أصل هذا الاسم عند الشناقطة "الفاضل"، لكنّهم يُدغمون ضادَه في اللاَّم، ويُغلِّظونَها إبقاءً لبعضِ أثر الضاد لقوَّتها، ثمَّ يُتْبِعون بعدها ياء لتَظهر .
(35) الحلقات المضيئات 1/ 73 نقلاً عن واضح البرهان السابق .
(36) الأعلام للزركلي 5/20 ، وتصحَّف لقبه فيه إلى: الصباغ، وهداية القاري إلى تجويد كلام الباري للشيخ عبدالفتاح المرصفي 2/680 وغيرهما .
(37) هكذا رتَّبته قبل المعاصرين لما يغلِبُ على الظنِّ مِن سبقِه لهم وإن لم يتحدَّد لي زمنه.
(38) الحلقات المضيئات 1/ 89 .
(39) أخبرني بهذه الفائدة شيخنا الدكتور أيمن رشدي سويد – حفظه الله – عن كلٍّ من شيخيه العلامة عبدالعزيز عيون السود رحمه الله ، والعلامة إبراهيم علي شحاتة السمنودي حفظه الله .
(40) فهرس مخطوطات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (قراءات) ص147.
(41) انظر المبهج تحقيق الدكتورة وفاء قزمار ص 86 .
(42) انظر غاية النهاية لابن الجزري 1/615 .
(43) انظر غاية النهاية لابن الجزري 1/482 .

0 التعليقات:

:)) ;)) ;;) :D ;) :p :(( :) :( :X =(( :-o :-/ :-* :| 8-} :)] ~x( :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق